|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2024-04-16
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، وكالعادة لن أنقل أخبار الصراعات والحروب، مع أنها الأكثر ضجيجًا، لكن الأكثر ضجيجًا لا يعني أنه الأفضل والأكثر نفعًا. كان رقم المليون كبيرًا، والأكثر تداولًا وإعجابًا، فلان لديه مليون يعني أنه ثري فعلًا، أما اليوم فلا يوصف صاحب المليون الواحد بشيء له علاقة بالثراء، يقال عنه: أوضاعه زينة. اليوم صار المليار هو الأكثر حضورًا وهيبة، مع أنه كان رقمًا يصعب استخدامه أو سماعه كما هو حاصل الآن، قرأت عن نادٍ اسمه نادي المئة، ولا يضم إلا الأسماء التي تجاوزت ثروتها 100 مليار، وللأسف اعتذروا مني ـ للأمانة بلطف ـ رافضين انضمامي لنقص في ثروتي بلغ 3 مليارات عن المئة. في تقرير نشرته «العربية نت» ذكرت فيه أن معظم من في قائمة أغنى 25 شخصًا الذين تبلغ أعمارهم 33 عامًا أو أقل ورثوا ثرواتهم، ومن المرجح أنهم سينقلونها لأبنائهم. وذكر التقرير أن العصاميين الذين كونوا ثروات مليارية هم القلة في القائمة. لا أعتبر أن في التقرير شيئًا غريبًا، القلة العصامية تماشت مع الطفرة التكنولوجية فحققت ثروتها، لكن طبيعة الثروات تنتقل من جيل لآخر لأن أصحابها يعرفون كيفية الحفاظ عليها وتنميتها، هي ثقافة الاستثمار في الأصول التي تدر العوائد. نحن الناس العاديين قد نشتري سيارة فاخرة بالتقسيط لمدة 4 أعوام، ندفع المبلغ طوال الأعوام الأربعة مع فوائده، في الوقت الذي كانت السيارة تفقد من قيمتها! تحقيق الثروة يحتاج إلى حظ قوي، لكن الحفاظ عليها وتنميتها يحتاج إلى المعرفة.
في العراق أعاد رجل مبلغًا إلى صاحبه بعد 30 عامًا مع رسالة كتب فيها «بحثت عنك بعد أن غيرت منزلك.. سرقت 400 دينار سويسري من منزلك، لذلك أعدت لك هذه الـ 400 ألف دينار، أتمنى أن تبرئني الذمة، ولم أكن أمتلك حينها أي دينار في جيبي وكنت بحاجة ماسة حينها»، خبر اللص التائب حصل على تفاعل كبير في السوشل ميديا، ووصفه بعض المعلقين بصاحب الضمير الحي، لا شك أن ضميره كان يأنبه طوال السنين، وأنه عاش ليالي طويلة وهو يصارع آلام ضميره، تذكرت مقولة لا أعرف قائلها لكن مضمونها يقول: «أسعد إنسان هو الذي لا يأنبه ضميره».
ستيف تشاندلر: «معظم الناس لا يرون أنفسهم مبدعين لأنهم يربطون الإبداع بالتعقيد، بينما الإبداع هو البساطة».